Verified

"النصرة" تتجه لإعلان إمارتها في إدلب - 2014/08/14 17:47 +03:00

14:48 Aug 14 2014 Syria

Description
تقرير خاص
2014/08/14 17:47 +03:00
من سمارت للأنباء
تواصل كتائب "جبهة النصرة" توسيع رقعة نفوذها في ريف إدلب، تمهيداً لإعلان إمارتها، وسط مخاوف جدية من تكرار السيناريو الذي فرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات واسعة من سوريا، وإعلانه الخلافة الإسلامية فيها. وأفاد أبو فراس السوري، الناطق الرسمي باسم "جبهة النصرة" أخيراً، أن المقصود من "فكرة الإمارة التي أعلنها الجولاني في إدلب، هو مجرد إعادة هيكلة لإدارة وتنظيم المناطق المحررة لمواجهة الأجندات الغربية التي أتت بطليعة الدجال، وترمي لإقامة دولة علمانية وديمقراطية وتقف في وجه شرع الله".

وأكد أبو فراس السوري، في لقاء مصور مع قناة "المنارة البيضاء"، أن تحرك "جبهة النصرة" جاء بعد انتشار الحواجز وكثرتها في ريف إدلب، والتي "سهلت عمليات تهريب المخدرات وغيرها من المحرمات شرعاً، إضافة إلى الحواجز التي أرهبت أهل الشام، وأعاقت تنقل المجاهدين ونقل الجرحى"، فتوجب على "النصرة" القيام بإجراء يخفف من انتشار هذا الأمر بشكل سريع في "المناطق المحررة"، الأمر الذي دفع "النصرة" للاتفاق مع بعض الفصائل على وثيقة تحكيم الشريعة، والتي تهدف لإعادة تنظيم هذه المناطق، وإقامة "دور قضاء، وهذه كلها من متممات الجهاد".

وكانت "جبهة النصرة" سيطرت في السابع من تموز الفائت، على بلدة الزنبقي في ريف جسر الشغور، بعد اشتباكات عنيفة مع "لواء ذئاب الغاب"، التابع لـ"جبهة ثوار سوريا"، وفق مراسل "سمارت". وقال نشطاء محليون للمراسل، إن "النصرة" استولت على مقرات اللواء في البلدة، وقتلت عدداً من عناصره، فيما ألقت القبض على الباقين، كما استولت على أسلحتهم وذخيرتهم، بحجة تزايد شكوى الأهالي من ممارسات اللواء، وفرضه إتاوات عليهم، إلى جانب عمليات "السرقة والتشليح" التي قام بها عناصره.

وجاءت هذه الخطوة بعد سيطرة "النصرة" على حواجز "اللواء 48"، وكتائب "أحرار الجبل الوسطاني" في قرى الدغالي ومريمين والبيلعة والضهر والبحوث ودركوش بمنطقة الجبل الوسطاني. ونقل مراسلنا عن مصادر مقربة من "جبهة النصرة"، أنّها و"الجبهة الإسلامية" وكتائب الجيش الحر، تنوي تشكيل هيئة مشتركة لإدارة "المناطق المحررة"، ومواصلة العمليات العسكرية ضدّ "الكتائب المسيئة"، وسط حملة مشابهة في ريف حلب.

في المقابل، وجهت "جبهة ثوار سوريا" في بيان نشرته على صفحتها في فيس بوك، دعوة إلى "المجاهدين والثوار الشرفاء، في الثورة السورية" بهدف إلزام "النصرة، للرضوخ لتحكيم الشرع"، بعد سيطرتها على مقرات "ثوار سوريا"، وقتلها نحو 100 مقاتل منها في ريف إدلب. وأضاف البيان، أن بوادر إعلان إمارة في سوريا من قبل "النصرة"، ظهرت أخيراً، وبدأ أبو محمد الجولاني بتشكيلها من الحدود التركية، وقام بعد انسحابه من ديرالزور إثر سيطرة تنظيم "الدولة" على المنطقة، بالعمل على تشكيل إمارته شمال إدلب، إلى جانب سحب "النصرة" مقاتلين تابعين لها من عدّة جبهات في ريف حلب الغربي باتجاه إدلب، حسب
تأكيد الناطق الرسمي باسمها، لقناة "المنارة البيضاء"، وذلك لتنظيم وترتيب الأمور في "المناطق المحررة.

وأكدت "جبهة ثوار سوريا"، أن "النصرة" استقدمت نحو 1000 عنصر من المقنعين، وداهمت "المرابطين في جسر الشغور ودركوش والزنبقي"، وقتلت العديد من المقاتلين، وأسرت نساء وأطفالاً، ليتجهوا بعدها إلى مقرات "لواء ذئاب الغاب"، ويقوموا بسرقة كل محتويات تلك المقرات. ودعت "جبهة ثوار سوريا"، "النصرة إلى إعادة كل ما أخذته من مقراتها، والانسحاب من تلك المناطق، وإطلاق سراح الأسرى وتسليم القتلة للمحاكم الشرعية".

وقال الناطق باسم المكتب الإعلامي لـ"جبهة ثوار سوريا"، إن "(ثوار سوريا) لا تهدف إلى قتال أي فصيل، لأنها تعمل على عدّة جبهات، ومعركتها الأساسية مع النظام". وأضاف الناطق باسم المكتب الإعلامي، في اتصال مع وكالة "سمارت"، أن على "جبهة النصرة، اتخاذ موقف صريح وواضح من الأحداث العصيبة التي تمر بها المنطقة، من وادي الضيف شمالاً وحتى مورك جنوباً، وأن تتجه إلى قتال النظام، بدل سعيها إلى السيطرة على مناطق كلفت ثوار سوريا، الكثير من المقاتلين والعتاد حتى استطاعت تحريرها من قوات النظام".

وفي السياق، طالب المجلس المدني في بلدة حفسرجة بإدلب، برضوخ "النصرة" لـ "شرع الله والاحتكام له"، فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، فيما ناشدت المؤسسات المدنية والعسكرية في البلدة أواخر تموز الماضي، من وصفتهم بالـ"العقلاء في جبهة النصرة للاحتكام إلى شرع الله"، مؤكدين أن مناشدتهم هذه ليست ضعفاً، إنما "رغبة في حقن دماء المسلمين". كما أشارت تلك المؤسسات في بيان، إلى ضرورة "رفع السلاح في وجه النظام، ودفاعاً عن السوريين"، وأضاف البيان: "إن فرضت علينا هذه المعركة، فنحن رجال نموت جميعاً فداء لديننا وأعراضنا وأهلنا".

وأكد مراسل "سمارت"، سيطرة "جبهة النصرة" نهاية الشهر الفائت على مدينة سرمدا، بعد اقتحام بناء المحكمة الشرعية فيها، وإرسالها رتلاً عسكرياً كبيراً إليها. وأضاف المراسل أن أهالي المدينة خرجوا في مظاهرات حاشدة، طالبت "النصرة" بالخروج منها، فاستجابت وسحبت عناصرها. وبحسب نشطاء محليين، فإن سيطرة "النصرة" على سرمدا جاء بعد يوم من مقتل "الشيخ والقاضي يعقوب العمر، أحد أمراء جبهة النصرة في قطاع إدلب بعبوة ناسفة زرعت في سيارته، والذي كان يلعب دوراً مهماً في حل النزاعات بين الفصائل العسكرية، كان آخرها الخلاف بين جبهة ثوار سوريا وجبهة النصرة في الأحداث الأخيرة". وكانت
"النصرة"، اتهمت "جبهة ثوار سوريا" بالوقوف وراء عملية الاغتيال، فيما نفت الأخيرة التهمة في بيان صدر عن المكتب الإعلامي.

ومن جهته، قال ساهر دعيمس، قائد "لواء درع الشمال"، إن "اللواء وقّع على تشكيل لجنة شرعية تحكم بالشرع وتحاسب من تثبت إدانته، بغض النظر عن تبعيته لأي فصيل أو تجمع عسكري، وأنهم مع محاربة الفساد أينما وجد، إن لم يكن تحت أجندات مسبقة لمصالح شخصية". وأضاف دعيمس، في اتصال مع "سمارت"، أنهم يتمنون أن تتمكن اللجنة الشرعية من وضع حد للخلاف بين "النصرة" و"ثوار سوريا".
ولفت قائد "لواء درع الشمال"، إلى أن فرص نجاح هذه اللجنة في مهمتها هي بقدر استجابة الطرفين المتخاصمين لها، وتنفيذ أوامرها وأحكامها، موضحا أن سيطرة "جبهة النصرة" على حواجز وكتائب "جبهة ثوار سوريا" بشكل منفرد لا يجوز، و"كان من الممكن لجبهة النصرة إشراك فصائل من الجبهة الإسلامية أو جبهة ثوار سوريا نفسها، لتكون مطلعة على الأمور، الأمر الذي كان سيلغي أي تبعات أو كلام عن مشروع منفرد كمشروع الإمارة الذي نفته جبهة النصرة".

وتفيد مصادر محلية، أن الأمور تتجه نحو التصعيد بإدلب، ، في ظل اتهام كتائب الجيش الحر، "جبهة النصرة" عزمها إعلان إمارتها على غرار دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم "الدولة"، في حين تنفي "النصرة" هذه الاتهامات، بذريعة مشاورتها باقي الفصائل الإسلامية المتشاركة في طموحاتها الإسلامية، والتشاور "مع أهل الحل والعقد ووجهاء أهل الشام الذين يسعون لتطبيق شرع الله"، لأن موضوع الإمارة "أمر عامة، وليس أمر خاصة، حتى تنفرد به النصرة"، بحسب أبو فراس السوري.

============================================================
** سمارت نيوز
Credibility: UP DOWN 0
Leave a Comment
Name:
Email:
Comments:
Security Code:
13 + 9 =